امبارح و انا راجع في “الميكروباظ” كان في برنامج ما شغال علي محطة ما علي الراديو و كانوا بيتكلموا عن التحرش و ان مصر من أسوأ البلاد العربية و العالمية ان المرأة تعيش فيها.
اتصل واحد و اتكلم ان حادة تحرش حصلت قدامه من مجموعة شباب لبنتين و هو اتدخل و الشباب سابوا البنات و مسكوه هو “شاهرين” اسلحة بيضاء.
و اتصال اخر من شخص كان بيتصل بس علشان يتكلم في مشكلة تانية خالص خاصة بيه بس علشان برده يبقي عمل اللي عليه اتلكم شوية عن الموضوع و ان ازاي المدرسة و التربية و التعليم و من قبلهم البيت ليهم دور في تحسين الاخلاص و التربية و طبعا الدين و لان الاخلاق مابقتش موجودة الخ… و ان و هو صغير كان مفهوم ان الولد مايعكسش “بنت الحت” (بس تقريبا كان ممكن يعاكس بنات حتت تانية).
و مع اختلاف الحلول و الكلام اللي المذيعة و المذيع بيتكلموا فيه الي الناس المبالغ فيها اللي بتتصل و اللي في الاخر حاصرين الحوار في الاخلاق و الدين و البنت تلبس ايه و تروح فين و ماتروحش فين الي العقوبات الرادعة اللازمة لمواجهة التحرش.
انا معرفش انا اللي بفكر غلط ولا يمكن مش فاهم الموضوع…بس بالنسبة لي الموضوع مالوش علاقة لا بالاخلاق ولا بالدين و لا بالبنات اصلا..طول ما مفيش ثقافة اني ماليش دعوة باللي حواليا يبقي المشكلة هاتبقي موجودة باي شكل…فكرة ان انا اعتدي علي حد هي المشكلة..اعتدي عليه فكريا, صوتيا, جسديا, او جنسيا هي المشكلة. مش مشكلة بنات و تحرش و بس..التحرش ظاهر بس لان في مجتمعنا الشرقي المتدين العظيم البنت او المرأة هي الكائن الاضعف تقريبا في نفس مستوي الحيوانات..ثقافة فكرية اتزرعت جوانا من اهالينا لحد دلوقتي بيزرعها الاهل في الاولاد و البنات تحت مسميات كتير…دين, عادات و تقاليد, الخ…الولاد بيعجبهم الموضوع علشان بيبقوا هما احسن من البنات…و البنات يا بيستسلموا و بيوافقوا علي الكلام ده يا بيعيشوا في قرف طول حياتهم تقريبا.
موضوع التحرش ده بيحصل كل يوم في كل مكان و مع تقريبا كل الناس (في مصر) من الشخص اللي شايف نفسه الكائن الاسمي..الاقوي تجاه اي حاجة ادني منه…مكن تكون بنت او ولد مطول شعره او قطة واقفة وسطة الزحمة بتحاول تسد جوعها.
الاخلاق ليها علاقة؟ هي ايه الاخلاق دي اصلا؟ ما اظنش ان الاخلاق ليها اي علاقة بالموضوع…واحد بيعمل اي حاجة غلط بتضر نفسه او المجتمع شايفها غلط مش لازم يكون بيأذي اي حد حواليه..بالعكس ممكن يكون احسن للمجتمع اللي حواليه من اي حد تاني مابيعمش “الغلط” ده.
من كام يوم لما حصلت حادثة التحرش بتاعت الجامعة (التحرش جوة الجمعة موجود كل يوم و بكل الاشكال) كان في واحد كاتب عن نفس اللي قاله اللي اتصل بالبرنامج ده…الفرق انه لما اتدخل..الشباب تحرشوا بيه هو لانه في اللحظة دي بقي قدامهم هو “الاضعف” بس زي ما كل البنات اللي المجتمع شايفهم “الاضعف” و هم اقوي من المجتمع كله…الشاب ده كان برده في ساعتها اقوي من كل اللي تحرشوا بيه. شجاعة انه كمان يتكلم في الموضوع.
الدين ليه علاقة؟ خلينا نقول ان من وجهة نظري الخاصة انا…الدين سبب كبير في المشكلة مش في الحل. الدين اللي احنا فاهمينه او اللي وصلنا او اللي فهمهولنا. و الدين في النهاية مش هايمنع اي حد يعمل كدة…لما تقوم القيامة كل واحد هايبقي يتحاسب..لكن المشكلة هاتفضل موجودة.
البيت؟ التربية و المدارس زي ما بيقولوا؟ يمكن علي مدار اجيال الموضوع يبتدي يقل…بس مش حل في الوقت الراهن…لان البيوت بايظة اصلا زيها زي المدارس.
القانون؟ انهي قانون؟ نعمل قانون علشان التحرش؟ ايه هو التحرش؟ كلمة؟ ولا بصة؟ ولا لمسة؟ طيب السرقة بالاكراه او “التثبيت”؟ ماهو ليه قانون برده و ممنعوش…القانون مابيمنعش لو القانون ضعيف و اللي بينفذه ضعيف. و الداخلية في مصر عاملة زي الشراب المخروم من كل حتة بس الرقبة بتاعته شكلها كويس من فوق قدام الناس…لكن وظيفته الفعلية صفر.
انا مقدرش اتخيل ازاي البنت تعيش في البلد دي….اذا كنا احنا الولاد مش عارفين نعيش بكل المميزات و الافضلية اللي مدهالنا المجتمع كحق زيادة عن البنات. مجتمع مش قادر اصلا يعرف المشكلة ايه و بيحل مشاكل تانية وهمية. المجتمع ده اللي عمره ما هايتغير ابدا لانه مش عايز يتغير و مفيش حد قوي يفرض عليه التغير. هايفضلوا الشواية الكويسين بيحاولوا يبعدوا عن المجتمع ده…و اللي بيتزنق جواه يا بياخد جمب و بيعيش علي مزاجه يا بيعيش علي مزاجه برده بس بمحاربة كل اللي حواليه و التمرد علي كل حاجة اللي في النهاية علي ما اعتقد بتؤدي الي التمرد من اجل التمرد و السلام.
اتمردوووو 😀
ياخى كلامك حكم ودماغك نفس دماغى .. عندك حق فعلا يا محمد فى كل كلامك