متخيل نفسي بعد كام سنة عايش لوحدي في شقة كانت اصلا بتاعتنا..ﻻ اشترتها ولا مأجر. بروح الشغل كل يوم علشان بس اخد المرتب كل شهر علشان اعرف اشتري كام حاجة و افضل عايش. ﻻ بجهز شقة و لا مهر ولا مصاريف جواز..عايش لنفسي.
الشغل مش هابقي بحبه و لا هو بيحبني. وظيفة مملة حركتها قليلة و شغلها روتيني بحت. اللي شغالين معايا مابيكلمونيش اﻻ في حدود الشغل و ساعات وﻻ حتي في حدوده. غريب عنهم, تنك, مريض يمكن و ممكن اكون مادة لذيذة للتريقة و تخيل اني في يوم من الايام هاتجنن في المكتب و هانتحر بعد كدة.
الشقة هاتبقي غالبا كهف.. النور فيها قليل ان لم يكن منعدم…باردة. الشبابيك مابتتفتحش الصبح ابدا ولا في اول الليل. ارجع من الشغل انام اربع او خمس ساعات بعدها اصحي اشرب نسكافيه مع شوية سجاير. افتح التلاجة اشوف فيها ايه ينفع يتاكل و غالبا نفس اكل الفطار هو هو نفس بتاع الغدا و العشا. اللي موجود بيتاكل في اي وقت.
تليفون البيت اكيد هايبقي مفصول لاني كدة كدة مابستخدموش و اصلا محدش بيتصل بيا ولا بتصل بحد… حتي الموبايل بقي مجرد منبه بيصحيني علي ميعاد الشغل و بيساعدني اقتل الوقت في الشغل احيانا…بلعب الالعاب اللي بتيجي علي الموبايل لاني معنديش نفس حتي اشوف العاب جديدة..مش مهم اصلا اللعبة ايه المهم انها حاجة بتشغلني ولو حتي لمجرد ثواني و بعدها بمل.
معنديش عربية لاني حتي لو معايا فلوسها فهي مالهاش لازمة بالنسبة لي. انا كدة كدة مابخرجش غير اني اروح الشغل و ارجع منه و ايام الاجازة بستغلها في التمشية قبل الفجر بشوية. مواصلة الشعب العامة هي المكان اللي تقريبا بيكون ليا اي احتكاك بالبشر خارج الشغل اللي ماليش تعامل فيه مع حد..ميكروباص ثم مترو ثم ميكروباص وبالعكس.
انا اصلا مابفطرش..بس بتضايق لما الاقيهم في الشغل بيتفقوا علي فطار و محدش يسألني.. زيه زي الغدا… اكني مش موجود اصلا..اكني مش معاهم..ما انا اصلا مش معاهم.
ايام هابقي قوي فيها و مقتنع اني لوحدي كدة احسن و اني ماينفعش اتعامل مع الناس و انا سعيد كدة.. ايام هابقي متضايق فيها مش عارف انا عاايش ليه اصلا.. هابقي بتمني اي تعامل مع اي حد.. حد يسأل عليا او يتصل بيا علشان نتقابل او حتي يبقي عايز مني مصلحة.