في سنة في ابتدائي مش قادر افتكرها بس فاكر اننا كنا مستنين ناخد الاذن اننا نكتب بالجاف…كان القلم الحبر الجاف يعتبر انتقال من مرحلة لمرحلة…زيه زي الكرافتة اللي باستك و الكرافتة العادية اللي الصياعة انك تلبسها بس ماتربطهاش. القميص يبقي برا البنطلون و بعدين يتخلع لبس المدرسة خالص.
ادينا كبرنا…ساعات مابحسش اني كبرت…انا زي ما انا بس المجتمع هو اللي باصصلك بنظرة مختلفة او مستني منك حاجات معينة. السبت اللي جاي ده هابقي بقالي 21 سنة عايش. الملفت في السن ده اني كدة ليا كيان قانوني ده لو فيه قانون اصلا.. مفيش نوادي جيش و بالتالي مفيش نوادي, ممكن اشرب كحول بشكل قانوني.
سافرت بعد الـ16 علي طول…بس لحقت اعمل بطاقة و الصورة كانت كويسة…جيش بقي و المجمع فاضي و الناس كويسة..15 يوم و اخدت البطاقة. رجعت قبل ما اتم الـ17 بيوم. كنت طفل…كمان سنتين هاقول اني كنت طفل.
في لحظة من لحظات التفكير اللاارادي قبل ما انام من كام يوم كان داير في دماغي “احا 21…كمان 9 سنين هابقي 30..احا الواحد كدة ضاع” الصدمة فوقتني شوية و اكتشفت اني اصلا ضايع من زمان…مفيش حاجة تاني تضيع..وده كان راحة..نمت ساعتها كويس اوي.
الفشيخ برده ان ابويا و امي اتجوزوا تقريبا في نفس السن اللي انا فيه دلوقتي…وانا قاعدلهم في البيت لسة…في ناس اصلا في سني كتير اتجوزت او مخطوبة…الناس دي بالنسبة لي عاهات متحركة علي الارض. “الغبي هو اللي فاكر نفسه ذكي.”
الـ16 سنة الاولانيين دول كانوا اي كلام مكنتش بكبر فيهم..مكنتش بفكر..مكنتش بتعلم. سنة السفر فتحتلي الباب اني افكر شوية او اشوف كل حاجة من منظور مختلف علشان اعرف اشرحها او استوعبها..بس برده مكنتش بفكر..اول مارجعت…3 ثانوي و الدروس و لوحدي..مكنتش بفكر برده بس كنت احسن من الاول. اولي جمعة كانت انتكاسة فكرية و حضارية بالنسبة لي..بس ابتديت اتحسن علي اخرها و من ساعتها في تحسن علي المستوي الفكري..التحسن ده مقارنة بما كنت عليه من ساعة ما اتولدت لحد ما تميت الـ16.
كل سنة في نفس الميعاد..امي تيجي تسألني هو انت هاتم كام؟ كذا ولا كذا؟ هو انا هاتم كام؟