– القرف اللي احنا فيه ده. بهذه اللكمات يبدء يومه و هو يغلق المنبه في ميعاد استيقاظه للعمل..يطفئ المنبه و يظل مستلقي علي السرير يراجع قرارات حياته. ما كان و ما سوف يكون متذكرا مرحلة ما قبل العمل عندما كان يقرر النزول من عدمه كل صباح عند الاستيقاظ، فالكلية و المدرسة علي الرغم من ثقلهما – خصوصا الكلية– كانا يوفران رفاهية الذهاب او عدم الذهاب. يتحرك ويتململ قليلا تحت الغطاء في محاولة لجلب قرار النهوض و لا يشجعه الا التفكير في ذلك “الدش” الذي يجعل بداية يومه لها مميزاتها. يتذكر قليلا فيما سيحدث في الصيف عندما تزيد فترات انقطاع الكهرباء و بالتالي “موتور المياه” فيصبح اليوم بلا دش. يمكن للناس الاستغناء عن كل شئ في الحمام تقريبا و الاكتفاء بالدش..هكذا كان يعتقد و هو يؤخر من حلاقة ذقنه الذي كانت توفر كلا من الكلية و المدرسة ايضا رفاهية عدم حلاقتها. بعد متعة الاستحمام و المياه الساخنة تأتي متعة المنشفة…ربما لأنها تحتضنه و يحتضنها كل يوم…الانسان يحتاج الي الكثير من الاحضان. يلبس تلك الملابس التي تكتفه اولا ثم تخنقه رويدا رويدا..تلك الملابس التي اصبح سجينا لها بعدما كان لا يطيق فكرة التفكير في ارتدائها و كان يشعر بالضيق كلما كان عليه ارتداء البدلة و “الخناقة” و القالبيين الخرسانيين عند دعوته حضور […]
تخيلات – عبيد
تخيلات – عبيد