يوم صيفي قديم بقي تقريبا انتيكة اثرية…حر بس في نفس الوقت هوا ساقع…الناس كلها مأنتخة بس من غير دوشة…من غير انوار كتير..من غير تليفيزيون عالي ولا زعيق ولا كلام في موبايلات بصوت عالي…مفيش مكن صيني رايح جاي ولا فيزب بتاعت توصيل الطلبات..مفيش خناقات ولا زعيق…كان في شباب بيضربوا مخدرات بس كانوا بيدوروا علي مكان فاضي..ضلمة و يقفوا من غير صوت علشان محدش يشوفهم…الشارع كان متغطي بالشجر و مفيش عمدان نور…مكنش متسفلت اصلا…مفيش دخان كتير الهوا لسة نضيف.
الساعة 11 بليل..الشقة كلها ضلمة علشان الشبابيك كلها مفتوحة…الشبابيك كلها بلا استثناء…كرسيين في البلكونة قاعد عليهم اتنين بيتكلموا بصوت واطي…لولا نار السيجارة اللي بتتوهج كل شوية مكنتش تشوفهم. مفيش سيراميك…كله بلاط..البلاط ليه ملمس مختلف بتحس بيه خصوصا لما بتتحرك من بلاط لمنطقة مفروشة بالموكيت…البلاط بيبقي متغطي بكذا سجادة صغيرة من جميع الاشكال و الالوان و ده بيديك فرصة انك تلعب سوبر ماريو و تنظ من سجادة للتانية و انت ماشي….و غالبا هاتنط مرة غلط علي طرف سجادة و هاتاخدك و تقع…مرة اتنين..ماتعدش.
الحياة بسيطة مفيش ماديات كتير…مفيش الصالون المدهب ولا ادمان الفازات و التحف…مفيش غير اتنين انتريه…واحد قديم و التاني اجدد. القديم بيبقي مكان استراتيجي ممكن تخبي فيه اي حاجة…و بينفع برده لما تكون فرحان بنفسك و بتعمل تمارين بطن و محتاج تدفس رجلك تحتيه علشان ماتترفعش. اما الجديد فكان لكل شخص مكانه المفضل…لو حد غريب قعد في حتة غلط..القعدة بتبقي متكهربة…من كل الهوا اللي داخل بيخلي القماشة بتاعته تبقي ساقعة…بتلاقي نفس بتحس بمتعة طفولية لما تقعد علي اي كرسي فيهم…خصوصا لو انت حجمك صغير نسبيا بالنسبة للكرسي فيحتويك جواه.
كان بيبقي في لب..ساعات بطيخ او عنب…اي حاجة علشان التسلية. في بخور متولع في كذا ركن مع موسيقي خفيفة من هاي فاي سوني مستورد كان علاقته بسرايفوا زي علاقة المروحة و الخلاط بليبيا..او الكويت. ثريلر نايت, ساتر داي نايت فيفر, ستاينج الايف, موسيقي ارتبطت بالصيف..بنسمة هوا باردة…بريحة البخور و طعم البطيخ و ملمس البلاط تحت رجليك مع وجع “العصعوصة” بسبب الوقوع.