تخيلات – عبيد

– القرف اللي احنا فيه ده. بهذه اللكمات يبدء يومه و هو يغلق المنبه في ميعاد استيقاظه للعمل..يطفئ المنبه و يظل مستلقي علي السرير يراجع قرارات حياته. ما كان و ما سوف يكون متذكرا مرحلة ما قبل العمل عندما كان يقرر النزول من عدمه كل صباح عند الاستيقاظ، فالكلية و المدرسة علي الرغم من ثقلهما – خصوصا الكلية– كانا يوفران رفاهية الذهاب او عدم الذهاب. يتحرك ويتململ قليلا تحت الغطاء في محاولة لجلب قرار النهوض و لا يشجعه الا التفكير في ذلك “الدش” الذي يجعل بداية يومه لها مميزاتها. يتذكر قليلا فيما سيحدث في الصيف عندما تزيد فترات انقطاع الكهرباء و بالتالي “موتور المياه” فيصبح اليوم بلا دش. يمكن للناس الاستغناء عن كل شئ في الحمام تقريبا و الاكتفاء بالدش..هكذا كان يعتقد و هو يؤخر من حلاقة ذقنه الذي كانت توفر كلا من الكلية و المدرسة ايضا رفاهية عدم حلاقتها. بعد متعة الاستحمام و المياه الساخنة تأتي متعة المنشفة…ربما لأنها تحتضنه و يحتضنها كل يوم…الانسان يحتاج الي الكثير من الاحضان. يلبس تلك الملابس التي تكتفه اولا ثم تخنقه رويدا رويدا..تلك الملابس التي اصبح سجينا لها بعدما كان لا يطيق فكرة التفكير في ارتدائها و كان يشعر بالضيق كلما كان عليه ارتداء البدلة و “الخناقة” و القالبيين الخرسانيين عند دعوته حضور […]

اقرأ المزيد from

تخيلات – عبيد

تخيلات – بعد كام سنة

متخيل نفسي بعد كام سنة عايش لوحدي في شقة كانت اصلا بتاعتنا..ﻻ اشترتها ولا مأجر. بروح الشغل كل يوم علشان بس اخد المرتب كل شهر علشان اعرف اشتري كام حاجة و افضل عايش. ﻻ بجهز شقة و لا مهر ولا مصاريف جواز..عايش لنفسي. الشغل مش هابقي بحبه و لا هو بيحبني. وظيفة مملة حركتها قليلة و شغلها روتيني بحت. اللي شغالين معايا مابيكلمونيش اﻻ في حدود الشغل و ساعات وﻻ حتي في حدوده. غريب عنهم, تنك, مريض يمكن و ممكن اكون مادة لذيذة للتريقة و تخيل اني في يوم من الايام هاتجنن في المكتب و هانتحر بعد كدة. الشقة هاتبقي غالبا كهف.. النور فيها قليل ان لم يكن منعدم…باردة. الشبابيك مابتتفتحش الصبح ابدا ولا في اول الليل. ارجع من الشغل انام اربع او خمس ساعات بعدها اصحي اشرب نسكافيه مع شوية سجاير. افتح التلاجة اشوف فيها ايه ينفع يتاكل و غالبا نفس اكل الفطار هو هو نفس بتاع الغدا و العشا. اللي موجود بيتاكل في اي وقت. تليفون البيت اكيد هايبقي مفصول لاني كدة كدة مابستخدموش و اصلا محدش بيتصل بيا ولا بتصل بحد… حتي الموبايل بقي مجرد منبه بيصحيني علي ميعاد الشغل و بيساعدني اقتل الوقت في الشغل احيانا…بلعب الالعاب اللي بتيجي علي الموبايل لاني معنديش نفس حتي اشوف […]

اقرأ المزيد from

تخيلات – بعد كام سنة

تخيلات – هو

استدعوه هو بالذات لعلاقته السابقة بهؤلاء الناس فقد عمل معهم متخفيا من قبل. ليسوا ارهابيين فهم علي قدر اعلي من التنظيم و لديهم اهداف محددة تخدمهم و تخدم عملائهم. استدعوه سريعا فالوضع لا يحتمل التأخير فالاخبار بدأت بالانتشار و بدء الذعر يصيب المدينة و تتنبأ الاوضاع بمصيبة كبيرة. رسميا هو ليس له وجود لذلك ﻻ يوجد دعم بل لضيق الوقت و انتشار قوات الشرطة حول المجمع لم يستطيعوا بتزويده بالأسلحة او المعدات اللازمة. المجمع ما هو الا مخزن كبير من ثلاثة ادوار مقسمين الي غرف و طرقات..لا توجد اضاءة كافية فقد قطعت الشرطة الكهرباء عن الحي بأكمله في محاولة ساذجة منهم لارغام من يعتقدون انهم مجرد ارهابيين من المبني..فحرارة الصيف ﻻ تحتمل بدون وجود تهوية او اجهزة تبريد كما ان الظلام سيخيم علي المكان في بضع ساعات. لقد نسوا ان الارهابيين كما يعتقدون هم اتخذوا عدد كبير من الرهائن بداخل المجمع..عدد قد يختنق حتي الموت او قد يقتلهم الارهابيين عندما يشعروا باليأس او الخوف. فريقه مكون من شخصه بالاضافة الي اثنان اخران استطاعوا جميعهم ان يتسللوا بداخل المجمع كلا من مكان مختلف علي ان يتجمعوا بالداخل في مكان محدد لم يتفقوا علي مكانه قفل ان يتفرقوا. علي الرغم من وجود اعداد ليست بالهينة من المدنيين بالداخل بالاضافة الي “الارهابيين” اﻻ […]

اقرأ المزيد from

تخيلات – هو

تخيلات – إيقاع

هل هي متعة الوصول لشئ شخصي لاحدهم ام هي مجرد شعور بالسيطرة و القوة؟ هل تشع كل هذه الشاشات المضيئة نشوة من نوع ﻻ يعرفه ولا يفهمه اﻻ كل من سهر لياليه محدقا عينيه يمتص كل تلك الاشعة ولا تكفيه بل تزيده فضولا و تملئه بالتحدي؟ ﻻ يوجد مصدر اضاءة في الغرفة و لكنها مضيئة كنور الصباح فثلاث شاشات 19 انشا و كومبيوتر محمول 15.6 و اخر 11 يكفيان ان يخطفوا انظار من ينظر باتجاهم. لربما يكونوا جميعا مصابين بعطبا ما و لربما لا يستطيع كل شخص ان يفهم ما يعرضوه من كلام متحرك بسرعة تبدوا كلماته متشابهة.. فقرة واحدة متصلة تخلوا من علامات الترقيم بعضها فقط يظهر بشكل يجعله مميزا عن الباقي و لكن كلهم سيان لمن لا يفهم. ﻻ تعرف اذا كانت طاولة صنعت لشئ اخر ام مجرد مكتب صنع بشكل مختلف. ﻻ يمكن تحديد لونه الطبيعي علي الاقل فهو مدفون يقبع تحت مئات ان لم تكن الاف من الاوراق التي تختلف في لونها و شكلها بشكل ملحوظ و لكنه ليس كافيا للوصول الي ما تريد من وسطهم اﻻ اذا امتلكت ذاكرة عشوائية من نوع ما تمكنك من معرفة مكان ما تبحث عنه في لحظة معينة. ربما هو فخ ليعرقل من ليس مسموحا بوجوده او ليس مصرحا لاستخدام […]

اقرأ المزيد from

تخيلات – إيقاع

تخيلات – المكتب

تمتلئ الغرفة برائحة الورق المختلط بالتراب. الاضائة الصفراء الخافتة المختبئة خلف عشرات الرفوف تزيد من عمر تلك الكتب و تزيد اوراقها اصفرارا. ذلك المكتب الضخم يخطف الانظار بعيدا عن كل ما بالغرفة. ﻻ يمكن ان تكون كل تلك الكتب المفتوحة علي المكتب قيد القراءة..لربما هي لفتة لاضافة بعض التأثيرات علي الغرفة..محاولة للفت الانظار لمن يعيش بداخل الغرفة. تعلوا موسيقي العصافير بالخارج معلنة عن وقت غروب الشمس و تستعد لتقف علي افرع الشجر لتغمض عينيها و تمطر المارة في الشارع تحتها بالرزق و الكسوة و كما لو كان شروق الشمس..يستيقظ هو. – ما الفائدة من الاستيقاظ في الصباح؟ ما الفائدة من الصحيان لسماع صراخ و عويل الاطفال في الصباح و هم يلعبون و صياح الباعة للاعلان عن ما يبيعون و كأنهم في مسابقة يكسبها من يستطيع تسجيل اكبر معدل ضوضاء علي مقياس ديسبل ليلحقه فقط بالمركز الثاني من يستطيع تحويل الكلام البسيط الي لغة اخري لا يفهمها بشر؟ الرجال يقفون طوابيرا امام عربات الفول التي اصبحت تملئ كل منعطف و تنافس “الميكروباصات” و “التكاتك” علي الشعارات المبتكرة و ان كانت الاولي اقدم من الاخيرتيين. النساء يشترين غلة اليوم ليقوموا بتحضيرها في منزلهم او مكان عملهم.. فالاثنين سيان…. ما الفائدة؟ تكون الزيارة الاولي في اليوم الي الحمام.. تضيع خطواته و ترفض عينيه […]

اقرأ المزيد from

تخيلات – المكتب

تخيلات – المجنون

لم يهتموا بالثقافات الغريبة عنهم و كانوا يعتقدون انهم الافضل بين البشر. ها هم يعيشون بدخل اسوار المدينة العالية التي تفصلهم عن كل ما هو خارجها و بالنسبة لهم خارج الاسوار ما هو الا وسيلة لاستيراد الاشياء و بيعها للغير فمواردهم و صناعتهم البدائية هي من افضل و اجود الانواع.. او هكذا كانوا يوهمون انفسهم ليرضوا كبريائهم. يبجلون حكامهم او بمعني ادق يبجلون حاكمهم و احبابه معتقدين انهم نعمة من الههم لان بالطبع هم مبجلون من اللهم و يعتقدون انه لم يخلق سواهم و هو حق شرعي لهم لا يشاركهم بنعمه او عبادته احد اخر…اله يعتقدون انه جندي لهم يمطر اعدائهم بوابل من المصائب و الكوارث الطبيعية فقط لانه راضي عنهم و يحبهم لدرجة انه يكره الاخريين…اله يحب و يكره و يشعر بالغيرة و ينقص كبريائه و يًجرح عندما يتكلم عنه الاخرين من غير المؤمنين لذلك ينتقم منهم من خلال قوة الطبيعة فيبعث لهم بالزلازل و البراكين و العواصف لتهد مدنهم و تقتل نسائهم و اطفالهم. من حين الي اخر يرسل لهم ذلك الاله بعضا من تلك الظواهر فقط ليمتحنهم و يثبتهم و يبتليهم لكنه ابدا ليس غاضبا عليهم…كيف يمكنه ذلك فهم افضل البشر اجمعين. يعيشون كالثيران حول السواقي..سواقي غير مرئية و لكنهم يعلمون بوجودها.. يشعرون بها و يشعرون الحبال […]

اقرأ المزيد from

تخيلات – المجنون