كان دايما الشيش بيبقي “متشنكل” و في خط او شعاع من النور بيعمل اضاءة معينة بالذات في وقت الربيع او الخريف..الربيع اكتر لما بيكون الجو ساقع شوية بس الشمس في نفس الوقت مسخناه شوية..الشعاع بتاع النور ده كان لازم يبقي موريك تراب او جزيئات طايرة في الجو..او لو حد بيشرب سجاير يخلي الدخان يرقص بطريقة معينة..او علي الاقل بيبقي تقريبا عامل تسخين الهوا ليه تأثير علي الحركة دي.
بتشعبط اوي انا و اللي زي في فترة التسعينات مع اني مش من مواليد التسعينات ولا عيشت فيها..انا من بتوع القرن العشرين. معرفش هي حالة من التلزيق في التسعينات ولا مجرد فكرة ان 1990-1999 بيسموها التسعينات و ده غلط بس عامة الجزء الاكبر اللي فاكر التسعينات صح و عاشها فعلا هما ناس اكبر مني معظمهم اتولد في حدود 1985.
القرن العشرين بالنسبة لي احلي من التسعينات..يمكن بحاول اوهم نفسي بكدة..و يمكن فعلا علشان كان لسة متأثر بالتسعينات مع بداية ظهور فترة جديدة او ثقافة جديدة…من 1992 لحد 2005 تعتبر اكتر فترة حاسس انها كانت كويسة و ده غالبا علشان كانت فترة طفولتي و الحنين الي الماضي و كل الهري ده…الطفولة حلوة مفيش كلام.
ايام المدرسة الاولي في كي جي و اول ابتدائي الكتابة كانت بالقلم الرصاص..الاقلام و البرايات و الاساتيك مع المقلمة و المسطرة اللي فيها مياه كانوا حاجات اساسية..البراية اللي كانت بيبقي فيها مراية من ورا كانت تقريبا بمثابة الليزر دلوقتي..شعاع النور اللي معدي من الشيش المتشنكل ده بتسمحلك انك يبقي عندك مصدر اضاءة و في نفس الوقت باقي المكان حواليك ضلمة بطريقة نسبية تخليك تعكس الشعاع ده بمراية البراية.
كان دايما في هدف للصحيان بدري شوية في الاجازة..القناة الـ3 كانت بتذيع قرأن من 9 لـ10 وبعدين تجيب كارتون..مش قادر افتكر كان ايه بالضبط بس فاكر الكونسبت نفسه..فاكر كمان انه قبل القرأن كانت بتبقي قناة المعلومات اللي عمري ما قريت هي فيها ايه..اخبار و مواعيد القطر و حظك اليوم و البورصة و كلام كتير عمري ما ركزت فيه لكن هاتفضل الوانها و موسيقيتها حاجة مميزة.
يوم الجمعة كان بيجي بعد الصلاة عالم الحيوان..بموسيقته المعروفة برده و صوت المذيع اللي انا مش عارف اسمه المعروف برده.. كان في برامج معروفة بتيجي للاطفال و كان الكل عارفها..عروستي يوم الجمعة…هيا بنا نلعب, دنيا الاطفال, و غيرهم..مكنتش بتفرج علي حاجة فيهم لان كان كل همي اني الاقي توم و جيري.
فاكر في ايام المدرسة كانت القناة التانية بتجيب مسلسل من 9 لـ10 بليل…انا اكتر واحد فاكره كان مسلسل بتاع هوجن..مش فاكر منه تفاصيل…يوم الاتنين كان مصطفي محمود و العلم و الايمان..يوم الاربع بليل كان اخترنا لك..اخترنا لك مرتبط عندي بالمسلسل اللي كانوا بيعرضوه ساعتها و موسيقته..اكس فايلز. القنوات كلها الارضية بلا استثناء كانت بتقفل بليل..حتي الاولي و التانية كانت بتقفل ساعة او ساعتين بعد الفجر. لحد ما الدش انتشر.
فترة دخول الصيف او الشتا كانت فترة مميزة لان ساعتها بتنزل الهدوم الشتوي او الصيفي من الدولاب…مابحبش الهدوم التقيلة فمكنتش بحب الوقت ده في الشتا..لكن الصيف..اول ما تلبس شورت و تي شيرت نص كم و جسمك يلمس اي حاجة..ترابيزة او كنبة و تحس بيها كدة كان ليها متعة بالنسبة لي..كان تحرر. كانت مشكلتي الكبري في لبس الشتا ده ما يسمي بالمسميات الاتية, الهاي نيك, الهاك كول, ترتل نيك, او اي مسمي اخر كانت بيتسمي بيه الاختراع الفاشل ده اللي كنت بلبسه غصب عني بالوانه اللي مابتلقش علي اي حاجة بتتلبس فوقيه و الرقبة اللي بتبقي خانقاني…فضلت كدة شوية حلوين لحد ما حلفتلهم اني مش هالبسها و اللي عايزين يعملوه يعملوه..التمرد كان حلو.
كانوا بيخلوني انام لوحدي في اوضة لوحدي من و انا صغير..كان في راديوساعةاضاءة خفيفة بيبقي جمبي و كانوا بيشغلولي الاضاءة الخفيفة دي اللي بتخلي كل حاجة في الاوضة ليها خيال بيرقص..مع محطة راديو كانت بتجيب موسيقي كلاسيك..موسيقي بتاعت الباليه..كانت مخيفة نوعا ما بالذات مع الخيال في الاوضة و الفلاش بتاع الساعة الاحمر..النوم كان مغامرة كل يوم.
مواعيد السهر عندي كانت بتزيد كل سنة من غير ما حد يبقي في دماغه..كنت في الاول بنام 10..و بعدين 11, 12, 1, 2 و بعد كدة كان براحتي بقي….في يوم كنت بايت عند خالتي و فضلت انا و ابن خالتي صاحيين لحد ما الشمس طلعت و ده كان انجاز بالنسبة لنا..قعدت فترة بعديها لما بفضل صاحي لحد الشمس ما تطلع كان بيبقي ليها طعم كدة…لسة لحد دلوقتي بحسه شوية بس مش زي زمان.
التسعينات او القرن العشرين…كانت ايام حلوة..دايما ايام الطفولة بتبقي حلوة و بعدها كل حاجة بتتغير..بس الفترة اللي كانت كل حاجة فيها بسيطة و قليلة…و الواحد مكنش فاهم حاجة.